الايباد .. جهاز غير عالم التكنولوجيا بلا شك .. وغير من حياة الناس و طرق تعاملهم مع الاجهزة المكتبية و المحمولة في انجاز اعمالهم فاصبح الجميع وخصوصاً في سوق العمل يتساءل حين يعرض عليه منتج معين .. هل له تطبيق ايباد رسمي ؟ وغالباً ما يكون هذا مطلب رئيسي للرؤساء التنفيذيين و المدراء كونهم ينظرون لانجاز الاعمال بسرعة و كفاءة و سهولة حتى اثناء استخدامهم الشخصي للايباد اثناء تصفحهم الويب او مراقبتهم لاسهمهم في البورصة 🙂
بدأت بهذه الفئة من المستخدمين تحديداً للاشارة للتطور المهول الذي احدثه هذا الجهاز كونه في بداياته كان هناك منيدعي انه مجرد جهاز اللعاب لا اكثر .. فما سر سيطرة ابل على سوق التابلت عبر الايباد ؟
ابل كما عهدناها لا تخترع غالباً .. ولكن تقوم باعادة تطوير ماتم اختراعه وهذا ما حدث مع الايباد فـالاجهزة اللوحية كانت موجوده خصوصاً لنظام ويندوز ولكن لم تلقى رواجاً ،، ومن هنا بدأت نقطة انطلاقة ابل و تحديداً بعد اطلاق نظامIOS هذا النظام و الـ API’s التي اتاحتها ابل للمطورين غيرت مفهوم اداء المهام و الوظائف عبر الجوال اولاً و وعبر الانترنت بشكل عام في مراحل اخرى فكان اداء المهام يقتصر اما على تطبيقات الاجهزة المكتبية او من خلال الويب ولكن تطبيقات الـ IOS تحديداً و من بعده الاندرويد وبشكل اقل وندوز فون احدثوا طفرة كبيرة في مجال التطبيقات و اداء المهام عبر الاجهزة المحمولة خصوصاً وان من سبقهم بالانظمة كـ سيمبيان و حتى بلاك بيري جعلوا المستخدم مقيد بصورة نمطية لتطبيق الجهاز الذكي تجعله على يقين انه لن يتعدى كونه جهاز هاتف وسيحتاج جهازه المكتبي او المحمول عاجلا ام اجلا لانهاء اعماله .. من كل هذه المعطيات انطلق الايباد فـ الامكانات المتاحة للمطورين في نطامIOS من الممكن ان تجعلهم يصنعون تطبيقات لكافة الاغراض .. ولكن العائق جلي و واضح .. حجم الشاشة .. فمهما بلغ تطور التقنية لا تستطيع ان تهمل الجانب الملموس للاجهزة .. فجاء الايباد !
الايباد في بداياته ركز بشكل كبير على الالعاب وهذا لا ينكره اي شخص .. ومع مرور الوقت واطلاق تطبيقات اكثر شاهدنا هذا الجهاز العجيب ليس بيد الاطفال فقط بل الاطفال والصغار فاصبح جهاز كل الفئات بنظامه المبسط المعروف لدى الجميع و بتطبيقات تصنف هذه الفئات حسب اهتماماتها .. فـ اليوم الايباد يقوم تقريباً بجميع ما تود ان تقوم به عبر جهازك المكتبي .. بتطبيقات رائعة و قوية وبعضها قد يفوق حتى ما تقدمه تطبيقات الكمبيوتر التقليدي .. فلم يعد الايباد مجرد جهاز لتصفح الويب و لعب بعض الالعاب .. اليوم الايباد يمتلك تطبيقاته الخاصة وهذا ما تفاخر به ابل من حين لآخر .. فـ الاب ستور فيه ما يفوق الـ 500 الف تطبيق خاصة بالايباد .. علاوة على امكانية استخدام تطبيقات الايفون ولكن لم تجعل ابل المجال لاستخدام تطبيقات الايفون لكي تروج لهذا الجهاز .. ولو قامت بذلك لاندثر الجهاز خلال سنة في وجهة نظري ..
اليوم الايباد يقوم بالمهام الاكثر تعقيداً بكل كفاءة .. اليوم بامكانك تحرير الصور بكل يسر وسهولة وبجميع ما تقدمه لك برامج معالجة الصور على الجهاز المكتبي .. تستطيع ان تحول صيغ الفيديو المختلفة ولأي شخص تعامل مع هذه الامور يعلم جيداً ان تحويل الصيغ من اكثر الامور صعوبة و استهلاك لموارد الجهاز .. فما بالك بجهاز لا يتعدى الرام فيه 1 جيجا وبمعالج مخصص للاجهزة الذكية و يقوم بهذه العمليات المعقدة بكل كفاءة بينما انت تتصفح احد قنواتك المفضلة في اليوتيوب !! .. ليس هذا فقط بل وصل الأمر لتحرير الفيديو بكل احترافية و ببرامج كثيرة و مشهورة اعتدناها على اجهزة الكمبيوتر المكتبية .. الايباد اصبح يملك تطبيقات لكافة الامور التي يحتاج المستخدم انجازها مهما كانت معقدة حتى وان احتاج جهازه المكتبي او المحمول الاب ستور لا يخلو من تطبيقات “الريموت” عبر الانترنت التي حسنها المطورين بشكل كامل للتحكم بالكمبيوتر عن طريق الايباد .. فـ لو احتجت لجهازك المكتبي .. استخدمه عن طريق الايباد !!
فما سر نجاح هذا الجهاز ؟ في وجهة نظري وباختصار .. النجاح هو في نظام IOS بشكل اساسي الذي اتاح بيئة ثابتة و خفيفة للمستخدم و اداوت هائلة للمطور اوصلت الجهاز من مرحلة جهاز الالعاب لجهاز سيحل محل الاب توب او الجهاز المكتبي عند الكثير من المستخدمين ..وغياب المنافس الحقيقي فـ الاندرويد طور نظاماً خاصاً بالتابلت ولكنه اعتمد على تطبيقات الجوال الموجودة مسبقاً في جوجل بلاي مقابل ما يقارب 1000 تطبيق فقط خاصه بالتابلت !! .. والنتيجة فشل ذريع بالرغم من ان شركات عديدة تنتج تابلت الاندرويد و تحاول الترويج له وقد يكون المثال الوحيد الناجح له هو كاندل فاير و نجاحه يؤكد تحليلنا هنا حيث انه يملك نظام اندرويد مقيد وخفيف بعكس بقية الاجهزة وموجه الجهاز لغرض معين ولذلك نجح في مجاله .. والمنافس الاخر الذي يتخبط من يوم لآخر مايكروسوفت اطلق جهاز تابلت (سيرفس) كشكل و لاب توب كمضمون باستخدام نسخة ويندوز تماماً كالمستخدمة في الاجهزة المكتبية والمحمولة دون اي تخصيص لها على ان تكون نسخة خاصة بتابلت .. والنتيجة معروفة للجميع
اخيراً .. نردف هذه الاحصائية من موقع نت شير ماركت الشهير الذي يشير الى ان ما يقارب 55% من نظم التشغيل للاجهزة الذكية حول العالم هي حصة الـ IOS.. و 32% منها للايباد بينما 23% للايفون !!